العنف الأسري
العنف الأسري
العنف الأسري
هو أحد أنواع العنف
وأهمها وأخطرها، وقد حظي هذا النوع من العنف بالاهتمام والدراسة كون الأسرة هي ركيزة
المجتمع، وأهم بنية فيه، والعنف الأسري هو نمط من أنماط السلوك العدواني والذي يظهر
فيه القوي سلطته وقوته على الضعيف لتسخيره في تحقيق أهدافه وأغراضه الخاصة مستخدماً
بذلك كل وسائل العنف، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو معنوياً، وليس بالضرورة أن يكون
الممارس للعنف هو أحد الأبوين، وإنما الأقوى في الأسرة، ولا نستغرب أن يكون الممارَس
ضده العنف هو أحد الوالدين إذا وصل لمرحلة العجز وكبر السن.
وعلى ذلك فإن العنف
الأسري هو أحد أنواع الاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي والصادر من قبل الأقوى في
الأسرة ضد فرد أو الأفراد الآخرين وهم يمثلون الفئة الأضعف، مما يترتب عليه أضرار بدنية
أو نفسية أو اجتماعية.
** ضحايا العنف:
هم الأفراد الأضعف
في الأسرة ممن لا يستطيعون أن يصدون عن أنفسهم الأذى الواقع عليهم من قبل من هم الأقوى
بين أفراد الأسرة، إذن ضحايا العنف هم الذين يقع عليهم ضرر أياً كان نوعه، نتيجة تعرضهم
للعنف على يد أحد أفراد أسرهم.
** الأسرة:
هي أهم وأخطر مؤسسة
تربوية في المجتمعات، ففي أحضانها يبدأ النشء بتعلم مبادئ الحياة، والأسرة هي عبارة
عن مجموعة من الأفراد يجمع بينهم رابط مقدس وهو الزواج، ونتيجة هذا الرابط تمتد الحياة
من خلال الأطفال الذين يواصلون مسيرة الحياة، وهم جميعاً يعيشون في بيت واحد.
والأسرة نوعان:
النوع الأول هو الأسرة الممتدة أو الأسرة المركبة وهي التي تضم الأبناء والآباء والأجداد
وتكون السلطة فيها بطبعة الحال للأكبر سناً من الذكور، وهذا النوع من الأسر كان منتشراً
في دولة الإمارات لفترة ليست بالبعيدة.
والنوع الآخر من
الأسر هو الأسرة النووية، وهي منتشرة الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عبارة
عن أسر صغيرة تضم الأبوين ومن يعولون من أبناء، وتعتبر هذه الأسرة مستقلة بذاتها اقتصادياً
واجتماعياً، وتشرف على تربية أبنائها دون تدخل من أطراف أو أفراد آخرين من العائلة
الكبيرة.
وللعلم فالأسرة
الإماراتية تعتبر وسط بين الأسرة الممتدة والأسرة النووية، فهي لا تستطيع أن تنفصل
نهائياً عن الأسرة الأم أو الأسرة الأصل خاصة في العلاقات الاجتماعية، وإنما تنفصل
عنها اقتصادياً فقط.
** الوقاية من
العنف:
كلمة وقاية جاءت
من الأصل اللغوي "وقي"، وهي بمعنى حمي، فالوقاية إذن هي الحماية، والحماية
تعني أن هناك ما يخشى عليه، فلا بدّ أن تؤخذ التدابير قبل أن يلحق الضرر به، ومعنى
هذا أن هناك خطر محدق بهذا المراد حمايته، بمعنى آخر الصيانة من الأذى والحماية منه
،هذا من الناحية اللغوية، أما في مجال الجريمة والعنف مهما كان نوعه، فالوقاية تعني
اقتلاع جذور الجريمة ومنع أسبابها من خلال التخفيف من آثار العوامل التي تنشأ الجريمة
في ظلها
أنــــواع العنــــف(
)
للعنف أنواع كثيرة
وعديدة، منه المادي المحسوس والملموس النتائج، الواضح على الضحية، ومنه المعنوي الذي
لا نجد آثاره في بادئ الأمر على هيئة الضحية، لأنه لا يترك أثراً واضحاً على الجسد
وإنما آثاره تكون في النفس.
وفيما يلي استعراض
لأنواع العنف مع ذكر أمثلة عليها:
• العنف المادي
1- الإيذاء الجسدي
وهو كل ما قد يؤذي
الجسد ويضره نتيجة تعرضه للعنف، مهما كانت درجة الضرر.
2- القتل
وهو من أبشع أنواع
العنف، وأشدها قسوة، ولعل معظمها يكون دفاعاً عن الشرف، ويكاد هذا النوع من العنف أن
يكون منعدماً في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لطبيعته المحافظة.
3- الاعتداءات الجنسية
إذا عد القتل من
أبشع أنواع العنف، فأعتقد أنه لا يوجد أبشع ولا أفظع من الاغتصاب، فبالقتل تنتهي حياة
الضحية بعد أن يتجرع الآلام والمعاناة لفترة محدودة، أما في الاغتصاب فتتجرع الضحية
الآلام النفسية، وتلازمها الاضطرابات الانفعالية ما قدر لها أن تعيش
• العنف المعنوي والحسي
1- الإيذاء اللفظي:
وهو عبارة عن كل
ما يؤذي مشاعر الضحية من شتم وسب أو أي كلام يحمل التجريح، أو وصف الضحية بصفات مزرية
مما يشعرها بالامتهان أو الانتقاص من قدرها.
2- الحبس المنزلي أو انتقاص الحرية:
وهو أمر مرفوض
كلية لأن فيه نوع من أنواع الاستعباد، وسيدنا عمر بن الخطاب يقول ( متى استعبدتم الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
والحبس المنزلي
قد يشيع لدى بعض الأسر وذلك اتقاء لشر الضحية لأنه قد بدر منه سلوك مشين في نظر من
يمارس العنف. وربما هذا النوع من العنف المعنوي يمارس ضد النساء والفتيات، حتى وإن
لم تكن هناك أسباب داعية لممارسته
3- الطرد من المنزل:
إن كان النوع السابق
يمارس ضد الإناث فهذا النوع من العنف يمارس ضد الذكور وذلك لاعتبارات اجتماعية تميز
المجتمعات العربية عن غيرها، وهذا النوع من العنف يعد الطلقة الأخيرة التي يستخدمها
الأبوان عند عدم التمكن من تهذيب سلوك الابن الضحية.
العنف الأسري:
الأسباب والنتائج
هناك أسباب كثيرة
تدفع الإنسان نحو استخدام العنف، تتحد فيها ضروب العنف -سياسي أم اجتماعي أم أسري-
غالباً، وقد تنفرد بعض أنواع العنف في بعض الأسباب، إلاّ أن الدوافع تتحد في الأعم
الأغلب وإن يكن هناك اختلاف بين ضروب العنف، وأنواعه، فإن هذا الاختلاف لا يكون في
الدوافع، وإنما في الأهداف التي يرمى إليها من وراء استخدام العنف، كما سيأتي توضيحه.
دوافع العنف الأسري:
إن الدوافع التي
يندفع الإنسان بمقتضاها نحو العنف الأسري يمكن تقسيمها إلى قسمين هما:
1- الدوافع الذاتية:
ونعني بهذا النوع
من الدوافع تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري،
وهذا النوع من الدوافع يمكن أن يقسم إلى قسمين كذلك وهما:
آ- الدوافع الذاتية
التي تكونت في نفس الإنسان نتيجة ظروف خارجية من قبيل، الإهمال، وسوء المعاملة، والعنف
- الذي تعرض له الإنسان منذ طفولته- إلى غيرها من الظروف التي ترافق الإنسان والتي
أدت تراكم نوازع نفسية مختلفة، تمخضت بعقد نفسية قادت في النهاية إلى التعويض عن الظروف
السابقة الذكر باللجوء إلى العنف داخل الأسرة.
لقد أثبتت الدراسات
الحديثة بأن الطفل الذي يتعرض للعنف إبان فترة طفولته يكون أكثر ميلاً نحو استخدام
العنف من ذلك الطفل الذي لم يتعرض للعنف فترة طفولته.
ب- الدوافع التي
يحملها الإنسان منذ تكوينه، والتي نشأت نتيجة سلوكيات مخالفة للشرع كان الآباء قد اقترفوها
مما انعكس أثر ذلك -تكويناً- على الطفل، ويمكن درج العامل الوراثي ضمن هذه الدوافع.
2- الدوافع الاقتصادية:
إن هذه الدوافع
مما تشترك فيها ضروب العنف الأخرى مع العنف الأسري، إلاّ أن الاختلاف بينهما كما سبق
أن بينّا هو في الأهداف التي ترمى من وراء العنف بدافع اقتصادي.
ففي محيط الأسرة
لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون
ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة. أما
في غير العنف الأسري فإن الهدف من وراء استخدام العنف إنما هو الحصول على النفع المادي.
3- الدوافع الاجتماعية:
إن هذا النوع من
الدوافع يتمثل في العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب
مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة بحيث لا يتوسل في قيادة أسرته بغير العنف،
والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يمكن من خلالهما معرفة المقدار الذي يتصف به الإنسان
من الرجولة، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
إن هذا النوع من
الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما
كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم
في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف
درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.
الأمر الذي تجب
الإشارة إليه أن بعض أفراد هذه المجتمعات قد لا يكونون مؤمنين بهذه العادات والتقاليد،
ولكنهما ينساقون ورائها بدافع الضغط الاجتماعي.
نتائج العنف:
إن الأضرار المترتبة
على العنف لا تنال من مورس العنف عليهم حسب وإنما تمتد آثارها إلى أبعد من ذلك بكثير
ولذلك ندرج الآثار المختلفة للعنف الأسري كالتالي:
1- أثر العنف في من مورس بحقه:
هناك آثار كثيرة
على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب العنف
في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية.
ب- زيادة احتمال
انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
2- أثر العنف على الأسرة:
إن أثر العنف لو
توقف في حدود الفرد الذي عانى من العنف لكان الخطب أهون، ولكن الأمر يتعدى ذلك في التأثير
على الأسرة ذاتها، سواء الأسرة الكبيرة التي قد يحاول الشخص الذي يعنف انتقامه منها،
أو التي سيكوِّنها مستقبلاً.
3- أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً لكون الأسرة
نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى
تهديد كيان المجتمع بأسره. هذه بعض آثار العنف ذكرتها باقتضاب.
ومما أود الإشارة
إليه هو أن البعض يعتبر العنف مما دعا إليه الدين الإسلامي مبرراً العنف الذي يستخدمه
حيال عائلته، ولكن كون الإسلام دعا إلى العنف لا نصيب لهذا القول من الصحة، فالدين
الإسلامي هو الدين الذي ينبذ العنف بكافة أنواعه، وعلى جميع الأصعدة، وخصوصاً على صعيد
الأسرة هذه المؤسسة التي حرص الدين الإسلامي أشد الحرص على حمايتها من الانهيار وذلك
منذ كونها مشروعاً قيد الدرس، إلى حين صيرورتها كياناً قائماً.
إن ما دعا إليه
الدين الإسلامي من التنبيه لا يعد في واقعه عنفاً، وإنما هو أسلوب علاجي يرمى من وراءه
الحفاظ على كيان الأسرة، وحمايتها من الانهيار.
ثم إن هذا التنبيه
لم يترك الدين الإسلامي تقديره إلى الأب بحيث يكون عقابه وفق ما يراه هو، وبدون ضوابط
وشروط، وإنما وضع الدين الإسلامي ضوابط وشروطاً لا يحق للأب أن يتخطاها وإلاّ كان مخالفاً
للأحكام الشرعية.
ولأجل إيقاف القارئ
الكريم على بعض تلك الضوابط، وعلى الهدف من التنبيه نورد هنا النقاط التالية:
1- إن الهدف من
التنبيه التي أقرها الدين الإسلامي إنما هو إيقاف المخطئ على خطئه، كي لا يعود لمثله،
وليس الهدف من التنبيه هو الانتقام والتشفي من المعاقب -بالفتح-.
2- ضرورة تناسب
التنبيه مع الخطأ المرتكب، فمن غير المنطقي أن يحرم الطفل من الطعام طيلة يوم كامل
لمجرد مشيه حافياً مثلاً.
3- أن لا يكون
التنبيه هو الخطوة الأولى التي يلجأ إليها في علاج الخطأ، وإنما يجب أن تسبقه مرحلة
النصح ولفت النظر كلامياً حسب، فإن تكرر ذلك يمكن عندها اللجوء إلى التنبيه.
4- أن لا يقود
التنبيه إلى المساس بكرامة من يعاقَب، كأن يعاقَب على مرأىً ومسمع من الآخرين، وإنما
تراعى السرية في ذلك قدر الإمكان.
5- الأمر الخامس
والذي يعد من أهم الأمور على الإطلاق هو ضرورة تعريف الخطأ من الصواب، وإلاّ فمن غير
المعقول تنبيه من لا يعرف الخطأ من الصواب.
- تنــــويـــع
طبيعــــة التنبيه وعدم التركــــيز على نــوع واحـــد منه، مما قد يألفه من يعاقَب
فـــلا يعــد يؤثر فيه.
7- ضرورة نسيان الأخطاء السابقة المعاقب
عليها وعدم التذكير بها.
أسباب العنف الموجة
للمرأة:
• زيادة الاختلاط
بالأجانب.
• تفريغ الضغوط
الخارجية التي يتعرض لها الزوج في زوجته.
• الظروف المعيشية
القاسية.
• تناول المسكرات.
• تدخل الأهل في
الشئون الأسرية.
• أسلوب بعض النساء
المتمثل في التسلط والعناد.
• المبادئ التي
تربى عليها بعض الرجال منذ الصغر كالتعود على العنف، وعدم احترام الآخرين، وعدم تمكنه
من تلبية الحاجات الأسرية الأساسية، مما ينعكس على سلوكه النفسي والاجتماعي.
• الجهل بأسس الحياة
الزوجية والحقوق والواجبات المترتبة على الزوجين.
• تفشي الأمية.
• تدني المستوى
التعليمي.
• ضعف الوعي الديني
والثقافي.
• تدني المستوى
الاقتصادي للأسرة، مما يدفع ببعض أفرادها لتفريغ شحنات معاناتهم السلبية نتيجة الضغوط
المعيشية، فتكون النتيجة تعرض بعض أفراد الأسرة للعنف.
• تدني المستوى
التعليمي للأبوين مما يؤدي لانعدام الوعي بشتى أنواعه.
• الظروف الأسرية
كتعدد الزوجات، والزواج من غير المواطنات، مما يشعر الأبناء بالدونية، فيدفعهم – عادة–
للتمرد الذي يترتب عليه بطبيعة الحال التعرض للعنف، وخاصة من قبل الأم لأنها ترى أنه
قد أهانها بهذا السلوك. بالإضافة لزواج كبار السن من فتيات صغيرات.
• مصادرة حريات
الأبناء وخاصة الفتيات وحرمانهن من أبسط الحقوق.
• تسلط الأشقاء
الذكور.
• رفقة السوء.
العنف الأسري.. من المتسبب فيه الزوج أم الزوجة ؟
أم البيئة المحيطة
؟
أم المغروس في
النفوس منذ الطفولة ؟
إن الحياة الزوجية
مسرح يمثل عليه الأزواج ما تعرضوا له في طفولتهم ، فمن شب على عداء لا شعوري لوالديه
، كان أدنى أن يصب عداءه على شريكه في الزواج 00 من شاهد أمه تهين والده وتذله شب وفي
نفسه شيء ضد المرأة ، والطفلة إذا شاهدت والدها يهين أمها ويضربها ، غرست تلك المناظر
وتعمقت في نفسها وكرهت الرجل ، فإذا كبر الطفل والطفلة وكون كل منهما أسرة ، كانت تلك
المناظر التي تعيش في لا شعورهما ( العقل الباطن ) حتى إذا ما حدث أي خلاف أو مشكلة
وهذا طبيعي أن يحدث داخل الأسرة ظهرت على مسرح الأحداث تلك الشخصيات التي ما زالت تعيش
في العقل الباطن ، فالزوجة ترى في زوجها شخصية والدها الذي كان يضرب أمها ، والزوج
يرى في زوجته شخصية والدته التي كانت تهين والده ، وقد يكون العكس صحيحا ، ومن هنا
يبدأ كل منهما في التهيؤ للدفاع عن نفسه ، وما زالت تلك المناظر من الماضي البعيد ماثلة
أمام عينيهما ، فهي لا تريد أن تُضرب مثل أمها، وهو لا يريد أن يهان مثل أبيه ، كل
ذلك إذا ما وصلت المناقشات إلى حد الصياح ورفع الأيادي 0
أما الطفل الذي
نشأ مدللا مسرف في الاتكال على والديه سنجده إن لم يجد في شريكه ذلك فسيثور ويغضب ويتمرد
كما كان يفعل في طفولته ، أما الطفل الذي لم يذق طعم العطف في صغره عز عليه أن يشعر
به فيما بعد ، واستحال أن يهبه لغيره ، أما من شب شاعرا بالنقص حقيقي أو موهوم ضعيف
الثقة بنفسه كان شديد الغيرة في زواجه ، شديد الحساسية لأية ملاحظة أو نقد ، أما من
شب أنانيا مسرفا في حبه لنفسه ، عاجزا عن حب غيره ، كان زواجه ناقصا يعجز عن التضحية
التي يتطلبها كل زواج سعيد ، وإن رزقا الزوجان بأطفال كان هؤلاء الأطفال هم كباش الفداء
0
وهنا نتعرف على
الأسباب التي تسبب في حدوث المشاحنات والعنف ، وأن منشأها نفسي، ونتبين أن لحياة الطفولة
أثرها الفعال ، وللأسرة دورها الخطير في حياة الأفراد والمجتمع ، فالأسرة لها التأثير
في تعيين شخصيات أفرادها وتشكلها وتوجهها إلى الخير أو الشر وإلى الصحة
أو المرض وإلى
السواء أو الشذوذ, وقد يكون سبب العنف والمشاحنات والخصومات من البيئة المحيطة بالزوجين
، إما أهل الزوجة بتدخلاتهم وعدم رضا الزوج عن ذلك ، وإما بتدخل أهل الزوج وعدم رضا
الزوجة عن ذلك ، ومن هنا تنشأ الخلافات والمشاحنات التي قد تصل إلى مد الأيادي ، وقد
يعود الزوج من عمله متعبا محملا بهمومه ولا يجد الراحة في البيت ، بل يجد زوجة بانتظاره
، وبدلا من تهيئة الجو المريح له لينسى هموم ومتاعب العمل ، يجدها سببا آخرا في متاعبه
، مما يجعله يقوم بأفعال وسلوكيات لا إرادية قد تصل حد العنف ، ولم تتصرف الزوجة بحكمة
عندما شعرت بتعب زوجها ، فكانت السبب المباشر لحدوث الخصام والكلام الذي قد يصل إلى
العنف .
وللمعلومية فإن
العنف وتوتر العلاقة بين الوالدين تؤثر في سلوك الأبناء ، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث
ذلك ، حيث أن الخلافات والمشاحنات والعنف الحاصل بين الزوجين تؤثر على سلوك الأبناء
، كما أن تربيتهم لن تصل إلى الطريقة المثلى ، وتخلق في البيت جوا من التوتر يؤثر في
حياة الأبناء تأثيرا بالغا ، وتحدث صعوبات في التكيف 0
وإذا الخصام أو
العنف أدى إلى انقطاع كامل أو ما هو قريب منه في العلاقة بين الوالدين وأصبح البيت
متصدعا ومتهدما غدا البيت من الجحيم في نظر الأبناء ، وإن عاشا الزوجان معا مراعاة
لجميع أبنائهما ، لكن ليس بينهما أي مودة أو اتصال أو تقارب ، عاش الأبناء أجواء الطلاق
النفسي والذي هو أشد وقعا وتأثيرا على نفسيات الأبناء من الطلاق الحقيقي 0
وحتى يجنب الآباء والأمهات الأبناء مثل
تلك الأجواء والبيئات الموبوءة فعليهما التنازل عن بعض المطالب والتفاهم والابتعاد
عن الأطفال أثناء المناقشة ، كما يجب الابتعاد وتجنب الأسباب التي قد تؤدي بهما إلى
الخصام والمشاحنات ومن ثم مد اليد والعنف 0
وليعلم الزوج والزوجة
أنهما في هذه الحياة امتداد للجنس البشري ، لهما رسالة في الحياة ستنتهي بنهايتهما
وسيحملها غيرهما من بعدهما ، فليتركا لهما ذكرى حسنة وحميدة 0
كما أنني أرى أن
الأسرة المبنية على الأسس الصحيحة لتكوين الأسرة الإسلامية لن يحدث فيها العنف، لأن
الزوج الموصوف والمتسم بالأخلاق والدين لن تمتد يده لزوجته وأبنائه ، وتلك الزوجة التي
اختيرت على أساس دينها لن تمتد يدها لتضرب زوجها ، ولن ينطق لسانها بما يؤذي زوجها
، وسيمنعها حياؤها ودينها ومن ذلك ، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام :
((
خيركم خيركم لأهله
، وأنا خيركم لأهلي )) وقال أيضا : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة..))
دمتم بصحة وعافية وعيش هنيء 0
ضحــــايا العنــــــف
الأسري( )
عند الحديث عن العنف يجدر بنا الإشارة
للفئات المتضررة من العنف أو التي تسمى بضحايا العنف، وهم بطبيعة الحال الفئة الضعيفة
بين أفراد الأسرة وغالباً ما تحتاج لرعاية خاصة، وفيما يلي أبرز الفئات التي تتعرض
للعنف الأسري.
* الأطفال:
هم من أبرز الفئات
تعرضاً للعنف لأنهم الأكثر ضعفاً، كما أنهم من أكثر الفئات حاجة للرعاية والاعتناء.
* النساء:
نظراً لطبيعة المرأة
الضعيفة ولرغبتها المستمرة في التضحية حفاظاً على كيان أسرتها، وأسس بيتها نجدها تقبل
بالتنازل عن حقوقها وترتضي أن تكون ضحية للعنف الأسري حفاظاً على الأبناء بالذات، ولعل
أبرز أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة في دولة الإمارات هو العنف المعنوي على يد الزوج،
وذلك بناء على الحالات التي ترد لدار التربية للفتيات، ونتيجة الدراسات التي تقوم بها
الاختصاصيات النفسيات والاجتماعيات، ويتمثل العنف المعنوي الممارس ضدهن في التهميش،
أو التجريح.
* المعاقين:
إن القدرات الكامنة
والطاقات المتوهجة في هذه الفئة تتعطل كثيراً بظلمهم وتهميشهم وعدم المبالاة بهم و
تحقيرهم، وعزلهم عن المجتمع الخارجي لخجل أسرهم منهم، وهم يعانون بذلك نتيجة العنف
المعنوي الممارس ضدهم، وهذه الفئة قد تعاني نوعين من العنف، العنف الأسري بين أفراد
أسرهم محضنهم الدفيء، والعنف المؤسسي بين طاقم المؤسسة التي من المفترض أن ترعاهم بعناية
خاصة لأنهم فئات خاصة.
* المسنين:
هم الأكبر سناً بين أفراد الأسرة وممن
يحتاجون للرعاية والاهتمام لضعفهم الجسدي والذهني، ولعلهم الأجدر بذلك الاهتمام لأنهم
أدوا ما عليهم من واجبات تجاه أفراد أسرهم ويرون أنه من حقهم المطالبة بالعناية والاهتمام
كرد للجميل، ولكن الحاصل أنهم يعانون من عدم الاهتمام من المجتمع المحيط بهم ومن أسرهم
بالذات، كما إنهم يعانون من التهميش، وهذه الفئة أيضاً تقع تحت طائلة نوعين من العنف،
العنف الأسري، والعنف المؤسسي." من القائمين على رعاية المسنين وغيرهم"
نماذج من العنف
بين الأزواج( )
من أشهر حوادث قتل الأزواج ، حادثة زوجة
قتلت زوجها نتيجة لبخله وشذوذه وجبروته ، واعترفت نعمة فوزي محمد "28 سنة"
ربة منزل بقتل زوجها محمد مهدي محمد "31 سنة" سائق تاكسي.وقالت نعمة
"كرهت زوجي وشذوذه،وجبروته ، وفشلت في إعادته إلي الطريق الصحيح ، صدقوني أصر
علي ممارسة شذوذه معي ، ورفض طلاقي ، لم يترك لي طريقاً لعبور هذه المحنة من أجل طفلنا
والثالث القادم في الطريق ، سوي قتله لأتخلص من كابوسه الذي عشت فيه خمس سنوات متواصلة
لأدخل السجن ويعيش الطفلان في الشارع !! ، وتضيف نعمة "تحملت بخله لكن ما لا أتحمله
أنه كان يصر علي ممارسة الشذوذ معي خاصة بعد ولادتي طفلين وطالبته بأن يتوقف عن ذلك
لكن دون جدوى، ذهبت إلي إدارة الفتوى بالأزهر لأسألهم عن هذا التصرف من جانب زوجي فأخبروني
أنه مخالف للشرع وحرام،ولذلك طالبته بالتوقف عن هذا الأسلوب وكان يرفض".
وتروي نعمة عن الجريمة القتل أنه فجر يوم
الحادث " عاد زوجي من العمل بعد منتصف الليل وكنت أقوم بتنظيف الشقة، ودخل حجرته
لينام وذهبت إليه ليفتح علبة سمن بسكين ، لكنه طلبني وأمسك بي بقوة ليمارس شذوذه لكنني
لم أعد احتمل هذه التصرفات منه أمسكت بالسكين لتهديده إلا أنه أصيب في بطنه وسالت منه
الدماء بغزارة حاولت وقف الدماء بملاءة السرير بلفها حول بطنه ووضع قطن علي الجرح لكن
دون جدوي".
حادثة أخرى:
تخلصت احدي الزوجات من شك زوجها المفرط
بتخديره ثم ذبحته بالسكين ودفنت جثته في الشقة وصبت فوقها خرسانة حتى لا يكتشف أحد
أمرها. وقالت أنها كانت تخطط لقتل زوجها أكثر من مرة ولكنها فشلت حتى راودتها فكرة
تخديره وبعد أن فقد الوعي ذبحته بالسكين وحفرت حفرة بالشقة المجاورة لشقتها في نفس
المنزل الذي يمتلكه الزوج وصبت خرسانة مسلحة على الجثة لإخفاء معالمها وبناء جدار فوقها
لعزلها عن بقية الشقة.
حادثة ثلاثة:
زوجة مصرية أخري وتدعي سنية قامت بقتل
زوجها بعد أن أذاقها المر ، حيث قامت بتهشيم رأس زوجها بأنبوبة الغاز ، ويذكر أن سنية
كانت زوجة رجل عديم "النخوة" بحيث لم يكتف بشذوذه معها، بل تجاوز ذلك إلى
استدعاء أصدقاء السوء إلى بيته وأمر زوجته بأن تمارس الجنس معهم!! ، كان هذا المشهد
المقزز يمنح الزوج الشعور بمتعة شاذة ، وكانت الزوجة في البداية ترفض ممارسة الجنس
مع الرجال أمام أنظار زوجها ، لكنها استجابت في النهاية بعد أن هددها بإلقائها في الشارع.
فضلت سنية التكتم على هذه العادة السيئة أملا في أن يعود الزوج إلى رشده، ثم اعتادت
على ممارسة الجنس مع الرجال الغرباء، وأدمنت على تلك العلاقات الجنسية المتعددة التي
أصبحت من برنامج حياتها العادية فالضيوف كانوا في منتهى السخاء معها ومع زوجها، إلي
أن وقع زوج سنية في خطأ لم تستطع الزوجة أن تغفره له ، كانت سنية قد أنجبت طفلة من
زواج سابق، وعندما تزوجت مرة أخرى تركت ابنتها في رعاية أمها، فشبت الطفلة وصارت فتاة
شابة في مقتبل العمر، ويبدو أنها راقت في عيني الزوج الذي كان ينتظر الفرصة السانحة
ليقتنصها. جاءت الفتاة لزيارة أمها في منزلها، وكان الزوج هناك بمفرده، فرحب بابنة
زوجته، ودعاها للجلوس في انتظار وصول أمها،وبعد أن اطمأنت الفتاة، حاول الزوج أن يباغتها
ويعتدي عليها،
لكنها قاومته بعنف، ورغم ذلك نجح في أن يشل حركتها، وفي اللحظة التي كاد أن يلتهمها،
وصلت زوجته التي هالها المشهد ، لم تدر الزوجة ماذا تفعل، فوجدت أمامها أنبوبة الغاز
فهشمت بها رأس زوجها، ثم استدعت الشرطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق