دعوة إلى الفشل
دعوة إلى الفشل
دعوة إلى الفشل...
يتساءل
بعض القراء ـ ربما ـ عن ما إذا كان للفشل متعة ما، يمكن أن نتلمسها، ونطلبها حيث
كانت، والرائي المتمحص، يرى في الفشل متعة ليست بأقل قدراً من متعة النجاح، إذ إن
الفشل ما هو إلا خطوة في درب النجاح، ومن لا يعرف الفشل لن يتعرف على النجاح، لك
أن تجعل الفشل سلماً، ولك أن تجعل منه قمقماً تلجه ولن يكون لك منه مخرج، ثم ما هو
الفشل ؟ ما هو إلا عثرة، ولا يستطيع الطفل النهوض والمشي دون سيلٍ من العثرات، ولم
نسمع أن أحداً لم يمشِ بسبب تعثره طفلاً،
ولنا أن نتخذ من أنفسنا مثالاً حياً، الطفل يمتلك بالفطرة قوةً هائلةً
من العزم والهمة العالية أكبر من كثيرٍ من الرجال، فإذا كنا نتمتع بهذه
القوة وهذا التحدي وهذه الهمة ونحن أطفال فلما نتخلى عنها حينما تكبر في أعيننا
الأمنيات، يأسرنا الفشل، نغرق في بحره، لا نستطيع فكاكاً من ربقته .
بين النجاح والفشل
في الموروث الشعبي .
الخطأ يدل على أن المرء خطا خطوة إلى
الصواب ، والفشل يدل على أن المرء خطا خطوة نحو النجاح ، والذي لم يخطئ فإنه لم يخط بخطوات نحو الصواب ،
والأمر نفسه ، فالذي لم يفشل فإنه لم يقم بأي خطوة إلى النجاح ، وثمة مثل من
الأمثال الشعبية يجلي الفكرة وهو:
"
أم الدلال لا تفرح ولا تحزن "
والدلال
هو الجبان الذي لا يمتلك روح الاقدام على
أي أمر، خوفاً وجزعاً، ونقصاً للثقة والارادة القوية التي لا يصل المرء إلى
لذة النجاح بدونها. فهذا الدلال
لن يُدخِل على قلب أمه الفرح بدخوله معترك الحياة والنضال ومحك التفوق والتميز
والقيادة، وبتبوئه المكانة العالية المرموقة، وبجنيه ثمار النجاح والتألق، فهي لن
ترى منه هذا، وكذلك لن يدخل على قلب أمه الفزع والخوف من جراء مخاطرته في شتى
مناحي التفوق، والتألق والنجاح، فلكل شيء ثمن.
يقول
الشاعر :
إذا
ما كنت في شرفٍ
مروم *** فلا تقنع بما
دون النجوم
فطعم
الموت في أمرٍ
حقيرٍ *** كطعم الموت في
أمرٍ عظيمِ
النجاح :
ربما
لكي نتلذذ بالفشل نتعرف عن قرب على النجاح فما هو النجاح ؟
لقد عرف النجاح بتعريفات كثيرة ومتنوعة
بتنوع أفكار ومهارات واتجاهات من عرفها، ومن هذه التعريفات تعريف "ونستون تشرشل"
فيقول: النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك، ويعرفه
آخر بقوله: النجاح أن تحقق ما تصبو إليه، وآخر يقوله: النجاح أن لا يعيقك عائق عن هدفك، وأياً كان التعريف فإن النجاح
يظل حالة من الرضى يصل إليها المرء بعد جهدٍ وبعد تخطي عوائق الفشل، فلن تصل إلى
النجاح ما لم تأخذ الفشل طريقاً إلى ذاك النجاح.
فلم هذا التشاؤم من ذكر الفشل، غير أن "
الفشل " غير " الفاشل "، فنحن نتقبل الفشل ولا نرضى أن نكون "
فاشلين "، نفشل فنتخذ من فشلنا جناحاً للنجاح، ولا نوصف بالفاشلين. فمن هو
الفاشل؟، وكيف يفكر الفاشل؟، وما الفرق بينه وبين الناجح؟
فإذا فكر كل من الناجح والفاشل في
مشكلةٍ ما فإن الناجح يفكر في الحل، والفاشل يفكر في المشكلة، لذا فإن الناجح لا
تنضب أفكاره، والفاشل لا تنضب أعذاره، فيبرر لنفسه الخطأ ولا يشغل فكره بطرح الأفكار،
مما يبرز المعادلة التالية، وهي: أن الناجح يساعد الآخرين، والفاشل يتوقع المساعدة
من الآخرين، والناجح يرى حلا في كل مشكلة، والفاشل يرى مشكلة في كل حل، والناجح
يقول: الحل صعب لكنه ممكن، والفاشل يقول: الحل ممكن ولكنه صعب.
وكيف
يرى الانجاز كل من الناجح والفاشل ؟
يُعد
الناجح الإنجاز التزاما يلبيه، والفاشل لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه، والناجح
لديه أحلاما يحققها، والفاشل لديه أوهام يلاحقها.
وبين
الألم والأمل رؤية لكل من صاحبينا "الناجح والفاشل"، فالناجح يرى في
العمل أمل، والفاشل يرى في العمل ألم؛ فينظر الناجح إلى المستقبل ويتطلع لما هو ممكن،
وينظر الفاشل إلى الماضي ويتطلع لما هو مستحيل.
والناجح
يناقش بقوة وبلغة لطيفة، والفاشل يناقش بضعف وبلغة فظة، ومن أكثر ما يميز الناجح
عن الفاشل هو أن الناجح يصنع الأحداث، والفاشل تصنعه الأحداث، فيظل الناجح متمسكاً
بالقيم والمبادئ، ويتنازل عن الصغائر، والفاشل يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم والمبادئ.
الفشل جناح النجاح
يستمد الناجحون تفوقهم من مراحل الفشل التي
مروا بها، فلو قرأنا قصص الناجحين في أي مجال من مجالات الحياة والابداع سنكتشف أمراً
غريباً، وهو: يكاد يكون لزاماً أن أي شخص مبدع ناجح متفوق
متألق مخترع سياسي عالم في أي مجال نجده
قد مر بسلسلة من الفشل في بداية مشواره، لكنه لم يقف عند المرة الأولى أو الألف، بل أكمل محاولاته ومشواره
الابداعي أو النضالي أوالسياسي أو التجاري أو العلمي أو أي أمرٍ كان؛ وصولاً إلى
هدفه المرجو، وغايته القصوى، وأمله المنشود، ومكانته المرموقة، واكتشافه الرائع، فالفارق
بين الناجح والفاشل هو إن الفاشل توقف عن المحاولة شاعراً باليأس؛ فتحطمت آماله،
وبلي جهده، وضعفت همته، وصار متكئاً على الاعذار
والتبريرات، متخلياً عما أناط به همته، ناسياً قول الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم : " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " .
قصص النجاح:
فبين
أيدينا قصص واقعة لمشاهير بلغوا شأواً في حياتهم، والجين مجاهل تخطوها بإرادتهم
وتفانيهم وبإيمانهم بدورهم الإنساني،
وبأفكارهم الخلاقة
"توماس أديسون" والمصباح الكهربائي
يعد
"توماس أديسون"
من أهم العلماء في تاريخ الإنسانية وله براءات اختراع كثيرة وذات أهمية وفضل على
الحضارة الانسانية، وما وصل إلى هذه المرتبة إلا وقد مر بسلسلة مريعة من الفشل، ففيما يخص
المصباح الكهربائي فقد حاول وحاول "توماس أديسون" وأجرى العديد العديد
من التجارب، وتكررت تجاربه الفاشلة حتى وصلت إلى آلاف التجارب، وقد سأله أحدهم في
حديث مع وسائل الإعلام قائلاً: سيد أديسون، لقد فشلت آلاف المرات، إنك فاشل عالمي،
فلماذا لا تتوقف عن هذه التجارب الفاشلة؟
فأجابه توماس أديسون قائلاً: الفاشلون هم أناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من
النجاح حينما توقفوا. فنأخذ من هذا القول أن كل فاشل كان سيكون ناجحاً لو لم يتوقف,
فالمثابرة أساس به تدرك مبتغاك، والتواني مما يبعدك عنه فاحذره.
وَلا أَدرك الحاجاتِ مِثلُ
مثابِر *** وَلا عاق مَنها النَجح مِثل ثَوانِ
وثمة مقولة صينية تقول: حينما يغلق أمامك باب الأمل لا تتوقف
لتبكي أمامه
طويلا؛ لأنه في هذه اللحظة انفتح خلفك ألف باب ينتظرون أن تلتفت لهم.
هوندا السيمفونية اليابانية
ولد " سويشيروا هوندا " في 17 من نوفمبر 1906، في بلدة صغيرة تحمل حاليا اسم "تنريو شي"،
في اليابان، وهو شب كبير إخوته، والمساعد لوالده الحداد الموهوب، في محله
لتصليح الدراجات
الهوائية، وتصليح كل آلة معدنية إن لزم الأمر.
يمكن القول أن هوندا ورث عن أباه شغفه بكل ما هو ميكانيكي آلي، مما ساعده على
أن يصنع لعبه
بنفسه، لكن مساعدته لوالده، جعلته يحمل لقب "ذو الأنف المسود" بسبب فحم
فرن الحداد.
كان
موعد هوندا مع الحدث الذي غير مجرى حياته، حين شاهد لأول مرة في حياته سيارة تعمل بمحرك
بخاري، تمر بالقرب منه، فلم يملك حين رآها لأول مرة، إلا أن يقع في غرامها، ولم يملك نفسه حين انطلق يجري في أثر
السيارة، محاولا فهم كيف تسير هذه السيارة بدون قوة خارجية تحركها أو تدفعها أو
تجرها، بالطبع لم يستطع هوندا اللحاق بهذه الأعجوبة، وفي عتمة الغبار الذي أثارته تلك السيارة المسرعة،
وقف هوندا يلتقط أنفاسه، ليلاحظ بقعة عجيبة على تراب الأرض، إنها قطرة من الوقود الذي تستعمله تلك السيارة، وسرعان
ما انكب
هوندا ليملأ أنفه من رائحة هذه البقعة الغامضة، أتم تعليمه الابتدائي وعمره 15
سنة، وارتحل سويشيرو إلى العاصمة اليابانية طوكيو بحثا عن عمل أفضل، حيث عثر بعد
قرابة عام على وظيفة " متعلم مبتدئ " في محل "آارت شوكاي" لتصليح السيارات،
وهناك مكث قرابة ست سنوات، عمل فيها في مهنة ميكانيكي سيارات، لكن شغله لم يكن
كشغل أي فرد، إنه يتطلع لشيء يلوح في الأفق، فحاول الاستفادة من هذه الفترة، واستطاع
خلالها تحويل محرك طائرة وقطع غيار متناثرة إلى
سيارة سباق، وشارك في سباقات كثيرة كسائق، وكان عمره حين سابق لأول مرة 17
سنة.
في شهر أبريل من عام 1928، وعمره 22 سنة، وقف
في وجهه أحد العوائق أمام فتح ورشة خاصة
به، وكان موعد هوندا مع افتتاح ورشته لتصليح السيارات في بلدته، بعدما اقترض المال اللازم لذلك، واستمر
في حبه
للسيارات والاختراعات، حيث تمكن من اختراع الإطار المعدني لعجلات
السيارات، التي كانت خشبية في البداية.
كما استمر هوندا في حبه لقيادة السيارات في السباقات، حتى وقع
له في عام 1936، حادث سيارة خطير، جاء بمثابة النهاية لمستقبل هوندا كسائق سيارات سباق، حيث لزم الأمر
فترة نقاهة قاربت العام، حتى تعافى هوندا من إصاباته مستمعا لنصيحة زوجته، قرر
هوندا التخلي عن فكرة العودة لقيادة سيارات السباق، لكنه وجد الاكتفاء بتصليح السيارات غير كافيا أو ملبياً
لكل مهاراته؛
ولذا دخل غمار تصنيع الحلقات الدائرية للرأس المتحرك (المكبس) في غرف الاحتراق في
المحرك البخاري. على أن هوندا سرعان ما اكتشف أنه بحاجة لمزيد من
المعرفة والعلم في مجال صب المعادن حتى يجيد صنعته؛ ولهذا التحق بمدرسة للتقنية، وكان يطبق كل ما
يدرسه في مصنعه، لكنه لم يهتم بدخول الاختبارات الدورية في المدرسة، فهدده القائمون على المدرسة، أنه ما لم يدخل هذه الاختبارات، فلن يحصل
على شهادة التخرج، فما كان منه إلا التعليق بأن "
تذكرة السينما ذات أهمية أكبر من هذه الشهادة"، فالأولى تضمن له دخول
السينما ومشاهدة الفيلم، بينما الثانية لن تضمن له حصوله على وظيفة. في عام 1937 اخترع هوندا حلقة البستون الخاصة
به
كان
السيد هوندا يصل الليل بالنهار في عام 1938 من أجل أن يخترع بستون ليبيعه إلى شركة تويوتا، وقد
استثمر كل ماله في هذا المشروع، حتى إنه اضطر إلى رهن حُلي زوجته، وتابعه الإخفاق، فقد رفضت تويوتا قبول العينات
الأولية من البستون الذي صممه، لم يوهنه الأمر، ثابر وثابر واستلزم الأمر سنتين من
التجارب حتى وافقت تويوتا على الشراء منه، فأضاف هذا إلى انجازاته انجازاً آخر،
عاودته المصاعب والعوائق، فهو يحتاج لكي يلبي الطلبيات الكبيرة لشركة تويوتا بناء
مصنع كبير، وكان العائق هنا أكبر، هو على مستوى الوطن؛ فالسلطات اليابانية كانت تستعد لخوض غمار الحرب
العالمية الثانية؛ ولذا منعت بيع اللإسمنت، وقصرته فقط على الأغراض العسكرية.
الهدف: الحصول على الاسمنت
العائق : منع الدولة اليابانية بيعه، إلا لأغراض عسكرية.
التفكير والتخطيط: ماذا يصنع هوندا للتغلب على حظر الأسمنت؟
الحل:
لقد
تعلم هو ورجاله
كيف يصنعون الاسمنت بأنفسهم، وشرعوا في بناء المصنع وبدأت طلبيات تويوتا في الزيادة، حينما
انضمت اليابان إلى الحرب العالمية الثانية، حصل هوندا على عقود لتصنيع المراوح المعدنية لموتورات الطائرات الحربية،
والتي حلت محل
المراوح الخشبية السابقة.
كلفت هذه الحرب هوندا خسارة عمالته من
الذكور، فاستعاض
هوندا بالنساء للعمل في مصانعه، لكن القصف الجوي من طائرات الحلفاء، دمر مصانعه مرتين، وفي كل مرة كان هوندا
يسرع إلى أنقاض مصانعه ويشكر العدو الأمريكي الذي اضطرت
طائراته إلى إلقاء الفوارغ من خزانات الوقود على الأرض، والذي استخدمها كمواد خام
في مصانعه.
في النهاية، بسبب القصف وبسبب زلزال أرضي قوى،
اضطر هوندا لبيع ما تبقى سليما من مصانعه إلى شركة تويوتا في عام 1945.
بعد الحرب، كان الوقود شحيحا للغاية وغاليا في اليابان، وكان الناس يبحثون عن
وسائل انتقال رخيصة جدا، ولذا عمد هوندا لوضع محرك بخاري صغير على دراجاته الهوائية، وكم كانت سعادته حين وجد أن
هناك طلباً كبيراًً جداً على منتجه هذا. حين استحال الحصول على الوقود، اخترع هوندا محركا
يعمل على زيت
النخيل، يخرج عادمه على هيئة دخان أبيض كثيف، ما دفع العاملين لتسمية
هذا الطراز المدخنة.
عاد هوندا في عام 1946 ليؤسس مختبر
هوندا التقني للأبحاث، من أجل وضع المحركات البخارية على الدرجات الهوائية، مستعينا بالوفير من
بقايا ومخلفات الحرب، وسرعان ما راجت هذه الدراجات وانتشرت، حتى بدأ هوندا يصنع هذه المحركات في
مصنعه، فحول اسم المختبر إلى "شركة هوندا لتصنيع المحركات" "هوندا موتور"
وصف العاملون في الشركة هوندا على أنه رجل يحب الاستماع إلى موظفيه، دائما ما يطرح السؤال: ما
رأيك في سير الأمور في الشركة والمصنع، ماذا لديك من اقتراحات وأفكار، وهو كان ينصت ويستمع، ما شجع الجميع على
التحدث معه وعرض أفكارهم عليه. على الجهة الأخرى، كان هوندا إذا غضب يرمي
موظفيه بما يقع تحت يديه.
اعتمد تسويق هوندا لدراجاته البخارية
على دراسة مزايا المنافسين عن قرب، ومن ثم تقديم ما هو أكثر
منها، وعلى دخول سباقات الدراجات النارية الشهيرة، والفوز فيها، وحول دراجاته من
متذيلة
السباقات، إلى الحصول على المراكز
الأولى، في عدة فئات من السباقات، ومع فوزه هذا، زادت مبيعاته وانتشر اسم
هوندا، وسط أكثر من 200 شركة يابانية لتصنيع الدراجات البخارية .
أبراهام لينكولن " محرر العبيد "
حياة مليئة
بالفشل، حياة عبارة عن سلسلة من المحطات الفاشلة، تعاقبت على هذا الرجل الذي لم
يحنِ رقبته لهذه العوائق التي مر بها، فلنا أن نتجول مع فشل هذا الرجل وصولاً إلى
نجاحه الحقيقي الذي لولاه لما أتينا باسمه في هذا الحيز .
فشل أبراهام بالتجارة وعمره 24 سنة، وتكرر الفشل مرة أخرى
بالتجارة أيضا، وقد خسر كل أمواله وعمره 31 سنة، لم تؤثر فيه موجات الفشل، فحاول مرة ثانية وعمره
آن ذاك 34 سنة، تكرر الفشل وأصيب بانهيار عصبي في عامه السادس والثلاثين، إثر ذلك غير مجاله
واتجاهه؛ فقد اتجه إلى المجال السياسي،
ففشل في الإنتخابات بدخول الكونجريس
كعضو فيه وعمره 38 سنة، ثم حاول وفشل مرة ثانية في أن يدخل الكونجرس وعمره 40 سنة ،
فشل مرة ثالثة وعمره 42 سنة، ثم فشل مرة رابعة وعمره 46 سنة، ثم فشل مرة خامسة وعمره 48 سنة، ثم
فشل أن يكون نائب للرئيس وعمره 50
سنة، ثم اختير رئيس للولايات المتحدة الأمريكية
وعمره 52 سنة ، فانظر أخي القارئ إلى سلسلة الفشل والتتويج النهائي برآسة
الولايات المتحدة الأمريكية النجاح الأكبر.
مفاتيح النجاح
النجاح مطلب
الجميع، ولكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات
ينبغي الاهتمام به، فالنجاح فن، ولكل فن
مفتاح, وهذه بعض مفاتيح النجاح.
الطموح كنز لا يفنى:
إن
الطموح من الأمور التي لا غنى للمرء عنها؛ فلا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً،
ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحا وانظر إلى المعالي.
على الإنسان أن يسعى
حثيثا *** لأهدافٍ يرى
فيها الهناءا
وإلا سوف
تفنيه الليالي *** ويجني
من تعاقبها الهباءا
فضع
للعمر أهدافاً عظاماً *** تزيد
بها شموخاً وارتقاءا
العطاء يساوي الأخذ:
النجاح عمل وجد وتضحية وصبر، ومن يعمل يحصد
نجاحا وثمارا،
فاعمل واجتهد وابذل ما في وسعك لتحقق النجاح والطموح والهدف... فمن جد وجد ومن زرع حصد.
بقدر الجد
تكتسب المعالي *** ومن طلب
العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا من غير كدٍ ***
أضاع العمر في طلب المحال
انظر إلى نفسك بنظرة غير السابقة :
الإنسان
يملك طاقات كبيرة، وقوى خفية تحتاج أن تزيل عنها غبار التقصير والكسل، فاعلم
أنك أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد، غير نظرتك لنفسك
اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك مثل 'لا أستطيع - لست ذكياً، أنا دون ذلك، وردد باستمرار: أنا أستحق الأفضل - أنا مبدع - أنا ممتاز -
أنا أقدر، وكرر ذلك كثيراً حتى ترى نفسك هكذا، عندها سوف تحقق ما يراه البعض مستحيلاً.
ولكن احذر من فخ الغرور. فهو مصيدة، شرك، وفخ، للمبدعين وللعظام. احذره وضع في
نفسك أن النجاح هو ما تصنعه أولاً بفكرك: فكر بالنجاح - أحب النجاح، فالنجاح يبدأ رحلته
بحب
النجاح والتفكير فيه ، فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك ، وتذكرأنه " يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد " ،
فعليك الإيمان
بأنك ستنجح بإذن الله، من أجل أن يكتب لك النجاح فعلا.
الفشل مجرد حدث.. وتجارب:
لا تخش الفشل، بل استغله ليكون معبرا لك نحو النجاح، فلم ينجح أحد
من دون أن يتعلم في مدرسة الفشل، وتذكر أن الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل، وإذا لم تفشل فلن تجدَّ.. الفشل
فرص وتجارب.. لا
تخف من الفشل ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالاحباط.. وما الفشل الا هزيمة مؤقتة تخلق لك
فرصا للنجاح.
املأ نفسك بالإيمان والأمل:
الإيمان بالله عز وجل أساس كل نجاح، فهو
النور الذي يضيء لصاحبه الطريق ، وبدونه لا يتأتى له المواصلة ، وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي.. الإيمان يمتلك القوة
وهو بداية ونقطة
الانطلاق نحو الطريق للنجاح، وهو الوقود الذي يدفعك للنجاح ، والأمل هو الحلم الذي يصنع
لنا النجاح.. فرحلة النجاح تبدأ أملا ثم بالجهد يتحقق الأمل والهدف
اكتشف مواهبك واستفد منها:
إن الله عز في علاه قد أعطى لكل إنسان
مواهب وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها، ومن مواهبنا الابداع
والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية، وغير ذلك من هبات الله لنا، وإذا
ما استفاد الانسان من هذه المواهب فإنه سيبلغ بها أعلى المراتب ، فعليك باكتشاف
موهبتك وطورها ، ولا ينصرف ذهن القارئ إلى المواهب التي نعبر بها عن أنفسنا فقط،
كالرسم والنحت والشعر، فكما مر المواهب متعددة، ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والاستفادة منها بدل أن
تبقى معطلة في حياتنا.
الدراسة متعة، وهي طريق للنجاح:
المرحلة الدراسية من امتع لحظات الحياة، ولا
يعرف متعتها إلا من مر بها والتحق بغيرها، متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة،
خصوصا لو ارتبطت
عند صاحبها بالعبادة؛ فطالب العلم عابد لله، وما أجمل متعة العلم مقرونا بمتعة
العبادة، الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح بل تتحول متعة دائمة حين تتكلل بالنجاح ، وإذا ما سرت في اتجاه ما ،
وكانت لديك الموهبة والوقت والظروف مناسبة
الثقة :
الناجحون يثقون دائما في
قدرتهم على النجاح، فالثقة في النجاح تعني دخولك معركة النجاح منتصرا
بنفسية عالية واثقة، والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما، فاختر بأي نفسية
ستدخل المعترك .
الجهد والبذل :
الطريق الحقيقي للنجاح هو بذل الجهد
والاجتهاد، وإن ما نحصل عليه دون جهد أو ثمن فليس بذي قيمة.
لا تحسبن المجد تمرا انت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
تنظيم الوقت :
لعل
أحد أبرز أسباب النجاح هو قدرة الفرد على تنظيم الوقت، وتقسيم العمل، وتنظيمه ،
فضع جدولاً وسر عليه ، ولا تكثر فيه التفاصيل في بادئ الأمر ، بعد فترة فصِّل فيه
كما تشاء ، المهم أن تضع الجدول ، ضعه وإن لم تسر عليه الآن فستسير عليه في آن آخر ، وذلك بمجاهدة نفسك على السير عليه
.
الأول
أن يستسلم لحالة الوهن النفسي، ويتملكه الشعور بالذنب والإخفاق، فلا يستطيع إلى
تجاوز محنته سبيلاً.
الثاني
أن ينفض عن نفسه ما اعتراه، ويتطلع إلى الآتي.
الزمن
الذي على أحمد أن يعوضه ليس بالقليل، فهو ثلاثة سنوات دراسية، في بادئ الأمر اختار
الطريق الأول، وتعامل مع فشله كأنه القدر الذي لا انفكاك منه، تفاقم الأمر، زاد
البون بينه وبين زملائه، غير توجهه، استفاد من فشله، ابتسم وعالج المشكلة بتروٍ
وهدوءٍ، وضع جدولاً لحل مشكلته بعد تجزئتها، حقق أول نجاحٍ، عوض بعض الوقت، ازداد
حماساً، فلون هذا النجاح وجعله أكثر رونقاً، أصبح يتلذذ بحل مشاكله، ويتمتع بقلب
الفشل نجاحاً، زاد تفوقه في المواد الدراسية، إذ
زاد معدل نجاحه إلى أن تعدى معدل نجاح زملائه في نفس المواد، تخرج أحمد
بمعدلٍ عالٍ، فكان من هيئة أعضاء التدريس أن يرشحوه ليكون معيداً بالكلية، فكانت هذه
أكبر قفزة له؛ إذ بها عوض الفاقد من الزمن، واجتاز زملاءه بسنة دراسية، فأكمل
دراساته العليا وهاهو يحاضر في نفس الكلية بعد أن شكر الفشل الذي تعرض له، وكم كان
الفشل لذيذاً وخاصةً الفشل المبكر. لأنه يتيح فرصة النجاح المبكر).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق