أسرار الأذان
أسرار الأذان
لنبدأ
مع كنزٍ من الأسرار، إنه الآذان المليء بالأسرار البديعة التي قلّ من ينتبه لها ..
هل
جربّت الأذان يومًا؟!
فمن
ارتبط بالأذان قبل الصلاة، زاد خشوعه فيها .. لأن الأذان
يطرد الشيطان الذي لا يدعك تخشع فى الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا
يسمع التأذين .." ] متفق عليه]...
فالشيطان يفرّ من الأذان؛ لشدة غيظه من هذه العبادة .. وأنت عليك أن تزيد
في إغاظته، إنتقامًا لما كان يسرقه من صلاتك طوال هذه السنوات.
والأذان فرصة لك لكي
تضاعف صلاتك .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ".. والمؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل
أجر من صلى معه" [صحيح الجامع (1841)]
وهذا الأجر ليس للمؤذن
فقط، فبإمكانك أن تأخذ مثل أجره إذا رددت معه .. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلا قال يا رسول الله إن
المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه"
[رواه
أبو داود وصححه الألباني]
فتخيل إنك بمجرد ترديدك
الأذان مع المؤذن تأخذ مثل أجره، أي أجر كل من صلى معه في المسجد بأكمله .. فياله
من عملٍ يسيـــــر وأجرٍ عظيــــم،،
دعونا نخوض مع أول كلمة
في الأذان ..
الله أكبــر
ما أن تسمع هذه الكلمة،
عليك أن تترك كل شيء وتذهب إليه سبحانه وتعالى ..
فالله
أكبر من تجارتك .. والله أكبر من أهلك وولدك ..والله أكبر من فراش نومك ..
والله أكبر من لعبك .. الله أكبر من المسلسلات والفضائيات .. الله أكبر من
المباريات .. الله أكبر من عملك ووظيفتك ..
الله أكبر من كل شيء،،
أشهد أنْ لا إله إلا الله
أن توحيدك لله عز وجل، هو
الذي يدفعك لترك كل المتع والملذات لكي تُلبي النداء .. فقط لأجل الله عز وجل، يا
من لا يستحق العبادة إلا أنت.
ومن يبقى في عمله ولا
يريد أن يتركه بعد أن يسمع هذا النداء، فقد صار عبدًا لعمله .. وهو الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً "تعس
عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا
شيك فلا انتقش" [رواه البخاري]
تابعوا معنا بقيِّة
الأسرار،،
لقاء أغلى حبيب: استمتع بالأذان
كم
للأذان من أسرار جميلة وبديعة .. ولكننا للأسف نسمع هذه الأسرار في كل يوم دون أن
نُلقي لها بالاً ..
على
الرغم من إن إحياءك للأذان، هو مشاركة منك في نُصرة النبي صلى الله عليه وسلم ..
فالأذان ينطلق في مكان مختلف على وجه الكرة الأرضية، في كل دقيقة على مدار الأربعة
وعشرون ساعة .. ممجدًا لذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهدًا بإنه رسول الله ..
أشهد أنّ محمدًا رسول الله
والأذان هنا يُذكرك بالشرطان
لقبول العمل، وهما:
الشرط الأول: الإخلاص لله
عز وجل .. (أشهد أن لا إله إلا الله)
الشرط الثاني: المتابعة
للرسول صلى الله عليه وسلم .. (أشهد أن محمدًا رسول الله)
فلابد أن تؤدي الصلاة كما
كان يؤديها الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال "صلوا كما رأيتموني أصلي .." [متفق
عليه]
حي على الصلاة
وعند سماعك لهذا النداء،
تقول لا حول ولا قوة إلا بالله .. أي: إنك تستعين بحوّل الله وقوته، فأنت
لن تصلي ولن تخشع إلا إذا أعانك الله عز وجل .. قال تعالى {...وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً ..} [النور: 21]
وهنا
قد جمع الله عز وجل بين العبادة والإستعانة في الآذان، كما جمع بينهما في سورة
الفاتحة .. في قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:
5]
فسبحان
من ناسق بين عباداته وجعلها مُكمّلة لبعضها البعض .. منسوجة على لوحة فنية لا نشاز
فيها .. سبحــــــــــان الله،،
حي على الفلاح
فالصلاة هي فلاحك ونجاتك
..
وهل
يعلم أحدٌ أن الفلاح في مكان ثم لا يأتيه؟!
ثم يُختم الأذان بمثل ما ابتُدِيء به، بترك الدنيا والإقبال على الآخرة ..
الله
أكبر .. فهو أكبر من الدنيا وكل ما فيها، فاتركها واقبِل على الله عز وجل ..
لا
إله إلا الله .. فعبادة الله وحده، هي الآخرة ..
قال
ابن القيم رحمه الله "فلله في أحكام العبادات
أسرار لا تهتدي العقول إلى إدراكها على وجه التفصيل وإن أدركتها جملة" .. ومن
جملة هذه الأسرار أيضًا ..
أن الآذان يدعوك إلى لقاء
أغلى حبيب على قلبك .. ربُّك عز وجل ..
عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
" [متفق عليه]
لذلك
تجد المحبون لله عز وجل، يهبّون لتلبية النداء فور سماعهم الأذان ولا ينتظرون إلى
آخر الوقت ..
يقول ابن القيم في كتابه
(روضة المُحبين) "الشوق يحمل المحب على العجلة في رضا المحبوب والمبادرة
إليها على الفور ولو كان فيها تلفه .. قال تعالى {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى، قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى
أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:
83,84]، قال بعضهم: أراد شوقًا إليك فستره بلفظ الرضا"
ونحن سنُلبي النداء،
شوقًا إليه سبحانه وفرحًا بلقاءه ..
جرِّب أن تستمتع بالأذان،
وستستمتع حتمًا بالصلاة،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق