الأحد، 16 نوفمبر 2014

الاختلاط




الاختلاط











أولاً: معنى الاختلاط

الاختلاط في اللغة هو الممازجة، واختلط الرجال والنساء أي: تداخل بعضهم في بعض. يُقال خَلَطْتُ الشيْء بالشيْءِ فاخْتَلَط، ومنه الخِلْطُ ( ).


جاء في معجم «لسان العرب» في مادة «خلط»: خلط الشيء بالشيء يخلطه خلطًا، وخلطه فاختلط: مزجه واختلطا، وخالط الشيء مخالطة وخلاطًا: مازجَهُ ( ).


وتعريفه بالشرع: هو امتزاج الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم – أي التي يباح له زواجها – اجتماعًا يؤدي إلى ريبة.



قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعريف الاختلاط: «هو اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات، في مكان واحد، بحكم العمل، أو البيع، أو الشراء، أو النزهة، أو السفر، أو نحو ذلك»( ).

ثانيًا: الأدلة على تحريم الاختلاط من الكتاب والسنة

أما من الكتاب فكثيرة، منها:


قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].


فقد دلت هذه الآية على أن الأصل احتجاب النساء عن الرجال، وعدم الاختلاط، قال الإمام الطبري: يقول تعالى ذكره: سؤالكم إياهن المتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها، التي تعرض في صدور الرجال من أمر النساء وفي صدور النساء من أمر الرجال، وأحرى من أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل ( ).


قال الواحدي في تفسيره: وكانت النساء قبل نزول هذه الآية يبرزن للرجال فلما نزلت هذه الآية ضرب عليهن الحجاب فكانت هذه آية الحجاب بينهن وبين الرجال ذلكم؛ أي الحجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن ( ).


وقال السمرقندي: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا} يعني: إذا سألتم من نسائه متاعًا فلا تدخلوا عليهن {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} يعني: من خلف الستر. ويقال: خارج الباب ( ).


وقال صاحب التفسير الكبير: يعني العين روزنة القلب؛ فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، أما إن رأت العين فقد يشتهي القلب وقد لا يشتهي، فالقلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر ( ).


قال الشيخ السعدي: قوله تعالى: {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} أي: يكون بينكم وبينهن ستر، يستر عن النظر، لعدم الحاجة إليه، ثم ذكر حكمة ذلك بقوله: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} لأنه أبعد عن الريبة، وكلما بعُد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه ( ).


قال سيد قطب: فلا يقل أحد غير ما قال الله. لا يقل أحد إن الاختلاط، وإزالة الحجب، والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب، وأعف للضمائر، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك... إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف والمهازيل الجهال المحجوبين. لا يقل أحد شيئًا من هذا... يقول الله هذا عن نساء النبي الطاهرات. أمهات المؤمنين. وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ( ).


ومن الأدلة كذلك:


{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 30، 31] وعن علي أن النبي قال له: «يَا عَلِي، لا تُتْبع النَّظْرَةَ؛ فإنَّما لكَ الأولىَ، وَلَيْسَت لك الآخِرة»( ).


وعن أبي هريرة ، عن النبي أنه قال: «العينان زناهما النظر، والأُذنان زناهما الاستماع، واللسان زناهُ الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجْلُ زناها الخُطا»( ).


قال الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ: فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة، وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط يُنهى عنه؛ لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه ( ).


ومن أدلة القرآن الكريم:


قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، قال مجاهد تلميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك تبرج



الجاهلية الأولى»( ).

وأما الأدلة من السنة فكثيرة منها

1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»( ).


قال النووي: «أما صفوف النساء؛ فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال. وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال؛ فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها.


والمراد بشرِّ الصفوف في الرجال: أقلها ثوابًا وفضلاً، وأبعدها من مطلب الشرع، وخيرها بعكسه».


ثم قال: «وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبُعْدهن عن مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك. وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم»( ). اهـ.


وهذا الحديث فيه بيان لفساد توهم قد يتوهمه بعض الناس، وهو: أن الاختلاط إنما يُنهى عنه إذا كان بالجلوس، وطول المكث في مكان واحد مع ما يصاحب ذلك من كلام وأحاديث( ).


فهذا وإن كان منهيًا عنه بلا شك؛ فإن مجرد الاختلاط العارض الذي يقع في الطريق؛ فإنه منهي عنه أيضًا، وهذا الحديث موافقٌ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ليس للنساء وسط


الطريق»( ).


- وعن ابن جريج: أخبرني عطاء إذ منع ابنُ هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: أي! لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن؛ كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرَةً من الرجال لا تخالطهم،


فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين! قالت: انطلقي عَنْكِ، وَأَبَتْ...»( ).


وأما أقوال أئمة المذاهب عن الاختلاط فهي على الآتي:


* قال مالك رحمه الله ورضي عنه: «أرى للإمام أن يتقدم إلى الصُيَّاغ في قعود النساء إليهم، وأرى ألا يَترُك المرأة الشابة تجلس إلى الصُيَّاغ»( ).


* وقد نقل أئمة المالكية؛ كابن فرحون، وقال ابن زيد البرناسي: وهذا إذا كان في العرس المباح الذي لا يختلط فيه الرجال مع النساء، ولم يكن هناك منكر بَيِّنٌ. ثم قال: [وأما] الأعراس التي يمتزج فيها الرجال والنساء فلا يختلف في المذهب أن شهادة بعضهن لبعض لا تقبل، وثم قالوا: أنه لا يختلف في المذهب في عدم قبول شهادة من يحضرون الأعراس التي يمتزج فيها الرجال بالنساء؛ لأن بحضورهم في هذه المواضع تسقط عدالتهم( ).


* قال الحموي الحنفي معللاً حكمه على الزفاف: «وهو حرام في زماننا فضلاً عن الكراهة لأمور لا تخفى عليك؛ منها اختلاط النساء بالرجال»( ).



* قال الإمام البيهقي في «شعب الإيمان»: «فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنته من مخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم»( ).

أسباب الاختلاط

ونذكر هنا أبرز أسباب الاختلاط:


أ- تَفلُّت الكثير من المسلمين من مفاهيم الإسلام وتبعاته، وتقصير كثير من أهل العلم في القيام بواجب الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى تُركت الواجبات والأوامر، وارتُكبَت المنهيات والنواهي، وقال : «لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتَنْهَونَّ عن المنكر؛ أو ليسلطن الله عليكم شراركم؛ فيدعوا خياركم فلا يُستجاب لهم»( ).


ب- بعض الأفراد الذين تربوا في المدارس الأجنبية حيث لم يتفهموا الإسلام، وفقدوا الغيرة الإسلامية، مما جعلهم يتمكنون، ويتجرَّؤُون على نشر الكثير من المحرمات، وإباحة الكثير من المفاسد، والتشجيع على تقليد الأجانب واتباعهم في جميع العادات والتقاليد، والانخلاع، والانسلاخ من عادات الإسلام وتقاليده وأخلاقه.


قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].


جـ- سوء التربية والتوجيه والتعليم: سواء من جهة الآباء لجهلهم أو غفلتهم وتفريطهم، أو من جهة المدرسة التي لا تضم الموجهين الأكفاء؛ دينًا، وعلمًا، وسلوكًا.


د- وسائل الدعاية والنشر من كتب، ومجلات، وجرائد، وإذاعة،


وتلفاز وغيرها وما تشجع عليه من الاختلاط، وتحاول إقناع الناس مكرًا وادعاء بأن هذه المفاسد مصالح، وأن هذه المضار منافع، وأن هذه المحرمات مباحات.


هـ- نظرة أكثر الناس من أمتنا النظرة السطحية إلى الغرب، وأنهم المثل الأعلى.



و- التخطيط من الأعداء: ولا يخفى على ذي لبٍّ أن العدو مهما ظهر بمسوح الديمقراطية والعدالة المزعومة، ومهما تنازل إلا أنه يعمل ويتنازل لهدف يصبو إليه {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]( ).

ثالثا: تجارب المجتمعات المختلطة

لقد أريدَ للمرأة في هذا العصر أن تكون عنوان الجنس لا ترمز إلا إليه، ولا تعني إلا إثارته والإغراء به... أُريدَ لها أن تكون محطًا للعيون النهمة، والنفوس العفنة المتعطشة للمجون. وهذا ما جعل المجتمعات الغربية تتبارى وتتنافس في إنتاج كل الوسائل التي من شأنها دفع المرأة في سلم الإغراء، والإغواء، والإثارة إلى النهاية؟!!


ولقد أريد للمرأة – كذلك – أن تكون العنصر الأساسي في الدعايات التجارية... في لفت الناس إلى السلع الاستهلاكية وفي اجتذابهم إلى المطاعم، والفنادق، والمقاهي، وبذلك استُغِلَّت أنوثتها أبشع استغلال، وتعطلت وظيفتها الفطرية في الحياة، وغدت متاعًا أو شبع متاع.


إن تحرر المرأة المُزيف في المدينة الغربية جعلها تتحرر حقًا من واجباتها كزوجة، من واجباتها كأم، من واجباتها كمُربية أجيال، وصانعة رجال....


إن هذه المدنية الزائفة أقحمت المرأة لتعمل في كل ميدان...؛ ميدان الصناعة، والزراعة، والفن، والتجارة، وغيرها من الميادين؛ مما يتعارض في كثير من الأحيان مع تركيبها العضوي، وطاقاتها الجسدية والنفسية... كل ذلك على حساب مسئوليتها الأصلية في نطاق الزوجة والأمومة.


إن الفاجعة الكبرى في العالم الإسلامي أن تسلك نساؤه نفس الطريق الذي سلكته المرأة الأجنبية، وتتبع خطاها خطوة خطوة، اتباع


انقياد واقتداء... مبهورة بالأضواء والضوضاء، مفتتنة بالزينة، والمساحيق، والعطور، مصروعة بحمى الأزياء، والملابس الفاضحة.


وليت المرأة في عالمنا الإسلامي تدرك الحقيقة. ليتها تستطلع وضع المرأة الأجنبية بدون أضواء، تستطلع وضعها النفسي. وحينذاك ستدرك أنها في شقاء، وتعاسة، وقلق لا تحسد عليه...


ليت المرأة في عالمنا الإسلامي تقرأ، وتطالع وتطَّلع على ما يكتبه عقلاء الغرب، وعلماؤه، وأطباؤه عن النكبات والمآسي التي خلفتها الحضارة الغربية، وتخلفها في حياة الناس هناك؟!!


1- تقول: «مارلين مونرو»، وهي أشهر ممثلة إغراء في رسالتها التي كتبتها عند انتحارها ما يلى: «... إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمًا. إني امرأة، أُفَضِّل البيت، والحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة؛ بل الإنسانية. لقد ظلمني الناس، وإن العمل في السينما يجعلُ المرأة سلعة رخيصة تافهة، مهما نالت من المجد والشُهرة الزائفة...».


2- وقالت الممثلة الأمريكية «بربارة سترياند» في آخر مقالة صحفية لها: «لقد بدأت أتأكد من أن أشياء كثيرة تنقصني، اهتممت أكثر مما يجب بحياتي الفنية، ونسيتُ حياتي كامرأة وكإنسانة، مما جعلني اليوم أحسد النساء اللواتي عندهن الوقت الكافي للاعتناء بأزواجهن وأطفالهن، والحقيقة أن النجاح والشهرة لا معنى لهما في غياب الحياة العائلية العادية حيث تشعر المرأة أنها امرأة»( ).


- وها هي «أني رود» الكاتبة الإنجليزية كتبت في جريدة «أيسترن ميل»: «ألا ليت بلادنا؛ كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والوقار، وفيها الخادم والرقيق، ينعمان بأرغد العيش، ويعاملان كما يُعامل أولاد البيت، ولا تمس الأعراض بسوء»( ).


4- نشرت الكاتبة الفرنسية الشهيرة «مريم هاري» خطابًا موجهًا منها إلى النساء المسلمات في كتابها «الأحاريم الأخيرة» تقول لهن: «يا أخواتي العزيزات... لا تحسدننا نحن الأوربيات، ولا تقتدين بنا؛ إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشتريت حريتنا المزعومة. إني لا أقول لكن كما يُقال لفتيات دمشق: إلى الحريم... إلى الحريم، ولكن أقول لكن: إلى البيت... إلى البيت، كن حلائل...، ابقين أمهات. كن نساء قبل كل شيء. قد أعطاكن الله كثيرًا من اللطف الأنثوي. فلا ترغبن في مصارعة الرجال...، ولا تجتهدن في مسابقتهم...، ولترض الزوجة بالتأخر عن زوجها وهي سيدته، ذلك خير من أن تساويه، وأن يكرهها»( ).



5- لقد شعرت المرأة الأوربية، أن سبيل النجاة الوحيد لها من هذا العذاب الذي تعيشه أن تعود إلى البيت، معززة مكرمة تؤدي واجبها.

رابعا: أقوال أهل العلم في الاختلاط

1- قال الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وغيره من المخصلين، في خطابهم الموجه لولاة الأمور وذكروا في نهاية كتابهم: «ويحرم توظيف المرأة في المجالات التي تخالط فيها الرجال، وتدعو إلى بروزها، والإخلال بكرامتها، والإسفار عن بعض محاسنها، مثل كونها مضيفة في الطائرة، وعاملة في الخدمة الاجتماعية، ومذيعة في الإذاعة، أو مغنية، أو عاملة في المصنع مع الرجال، أو كاتبة في مكاتب الرجال، ونحو ذلك؛ أما عملها فيما يختص بالنساء، كالتعليم والتمريض، ونحو ذلك فلا مانع منه»( ).


2- خطاب من عبد الرحمن بن حسن إلى الإمام المكرم فيصل بن تركي وجاء من ضمنه: «ومما يجب على ولي الأمر: تفقد الناس، عن الوقوع فيما نهى الله عنه ورسوله، من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، بإزالة أسبابها، وكذلك بخس الكيل والميزان، والربا، فيجعل في ذلك من يقوم به، ممن له غيرة لدين الله، وأمانة.


وكذلك مخالطة الرجال للنساء، وكف النساء عن الخروج، إذا كانت المرأة تجد من يقضي حاجتها، من زوج أو قريب أو غير ذلك.


وكذلك تفقد أطراف البلاد، في صلاتهم وغير ذلك، مثل أهل النخيل النائية؛ لأنه ربما يقع فيها من فساد ما يُدْرَى عنه، وأكثر الناس ما يُبالي ولو فعل ما نُهي عنه، وفي الحديث: «ما تركت فتنة


أضر على الرجال من النساء».


وفي الحديث أيضًا: «ما ظهرت الفاحشة في قوم، إلا ابتلوا بالطواعين، والأمراض التي لم تكن في أسلافهم»، نعوذ بالله من عقوبات المعاصي، ونسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة»( ).


3- من عبد الله بن فيصل: إلى من يراه من إخواننا المسلمين، أصلح الله لنا ولهم الحال والدين؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجاء من ضمنه نصائح قيمة ومنها: «ومن الواجبات الدينية: نهي النساء عن مخالطة الرجال الأجانب، ومعاشرتهم في الأسواق، والعيون وغير ذلك من المجامع التي يجتمعون فيها، فإن هذا وسيلة إلى وقوع الفاحشة، وظهورها»( ).


4- من حمد بن عتيق: إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجاء فيه: «ومن المنكرات: اختلاط النساء بالرجال في الأسواق، وخروج النساء بالزينة، أو الطيب.


ومن المنكرات: ظهور أصوات النساء، وأعظم منه اجتماع المتهمين مع النساء في العروس، على الدفوف ومن رضي بذلك لنسائه، أو في بيته؛ فهذا نوع دياثة منه، فما أقرب شبهه بالديوث»( ).


5- من محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: إلى


كافة من يراه من المسلمين سلمهم الله وتولاهم، ووفقهم لما يرضى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:


وجاء من النصيحة: «ومن المنكرات أيضًا: اختلاط النساء بالرجال، في الحارات، والأسواق، فهذا من المنكرات، والتساهل فيه، وعدم الإنكار له، دليلٌ على عدم الغيرة؛ فإن الذي لا يغار لحرمه، ولا يأنف من دخول النساء على الرجال، والرجال على النساء «ديوث»؛ والديوث لا يدخل الجنة، بنص رسول الله .


فالواجب عليكم؛ معشر المسلمين: الغيرة على نسائكم، ومنعهن من الدخول على الرجال الأجانب، ومباشرتهم للأضياف، فإن غالب من لا غيرة له، يرى أن من إكرام الضيف: أن نساءه تخدمه، وهذا من الفضائح - عياذًا بك اللهم من المخازي – التي تنكرها الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، فالذي لا غيرة له، لا دين له.


فيجب عليكم منعهن من ذلك، وإلزامهن بتغطية وجوههن، وعدم كشفها؛ لأن المرأة عورة، لا يجوز لها كشف شيء من جسدها، إلا الوجه في الصلاة، فيجب عليكم تعليم نسائكم الصلاة، وتفقد أحوالهن، قال : «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته ومسئول عن رعيته، ألا فكلكم راع ومسئول عن رعيته»( ).


6- من سعد بن حميد بن عتيق: إلى الإمام المكرم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل سلمه الله تعالى وهداه، وجعله ممن اتبع هداه؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زوار