صراع على الدنيا ومسارعة إلى الفتن
صراع على الدنيا
ومسارعة إلى الفتن
فاجتنبوهما لعلكم
تفلحون
قال اله تعالى ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ
مُؤْمِنٌ
وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))التغابن. وقال تعالى((فَرِيقٌ فِي الْجَنّةِ وَفَرِيقٌ فِي السّعِيرِ))الشورى. إن الصراع الذي كان بين أنبياء
الله ورسله وأتباعهم وبين أعدائهم الذين كفروا بهم كان صراعا دينيا بين مؤمنين
ومشركين كفروا بالله ورسله، وهذا الصراع مستمر إلى يوم الدين، وه1ا الصراع أو
الخصومة في الدين في توحيد الإلهية بين المؤمنين والمشركين هي التي تفرق الناس إلى
مؤمنين وكافرين، وعلى هذا يكون الحساب يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين
قال تعالى ((فَرِيقٌ فِي الْجَنّةِ وَفَرِيقٌ فِي السّعِيرِ))الشورى. ومن الواجب أن يعلم كل مؤمن بالله
ورسله أن الصراع الدائر الآن بمصر وغيرها ليس صراعا دينيا بين مؤمنين ومشركين
كافرين، فليست الخصومة بين هؤلاء في الدين إنما الخصومة في الدنيا ويسمونها سياسية
ومن المعلوم أن السياسة في هذا العصر قائمة على غير دين الله تعالى وإنما هي قائمة
على الهوى والكذب والنفاق والخداع وتشريعات شياطين الإنس والجن قال تعالى ((وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ))القصص. فهؤلاء وهؤلاء يحتكمون إلى الدستور
العلماني الإلحادي وهذا قبول بالطاغوت واعتراف به وهو حكم الجاهلية ومن عمل
الشيطان، والدستور كما يعلم أهل الدين والإيمان فيه إقرار بالديمقراطية وحرية
الإعتقاد أي حرية الكفر والشرك وفيه السيادة للشعب وليس لخالق الأرض والسماء تعالى
الله عما يشركون بل أقول لكل مؤمن بالله ورسله إن هذا الدستور قديمه وجديده لا ذكر
لله ورسله وأنبياءه فيه ولا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم أفضل
البشر بعد الأنبياء والمرسلين وعلى هذا فمن سبهم أو سب الدين الذي أنزله الله
عليهم – صلوات الله وسلامه عليهم – ليس عليه عقوبة الردة المقررة في الكتاب
والسنة، وإنما يعاقب من سب الرئيس والوزراء الذين يحكمون هذه الدولة وعلى هذا فهو
دستور علماني لا ديني الحادي يبيح الردة عن الإسلام ويبيح الربا والزنا والخمر،
دستور إلحادي أعظم كفرا من تشريه وتحريف الأحبار والرهبان لأن هؤلاء أهل كتاب لا
يبيحون الزنا وإنما يعاقبون عليه بالجلد والتحميم والله تعالى حكم عليهم بالكفر
لتحريفهم هذا لأن حكم الله في الزاني عندهم هو الرجم فهم حرفوا في العقوبة وليس في
إباحة الزنا نفسه كما في القانون المصري المأخوذ من فرنسا وغيرها فلو وقع الزنا عن
تراضي فلا عقوبة وهذا دليل واضح لكل مؤمن موحد أن هذا الدستور لا يعترف بحق الله
أبدا وليس فيه شيء لله أصلا وإنما كله للدنيا الفانية أي هو من تشريع الشياطين
ووسوستهم فلذلك يجب الكفر به وبأهله وبغضهم ومعاداتهم والعمل على إزالته لمن
استطاع لأن هذا كله من الكفر بالطاغوت قال تعالى ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى))
البقرة. ولا تلتفت يا أخي إلى شيوخ السوء والضلالة الذين يداهنون ولا يعرفون من
التوحيد إلا اسمه ويقرون بهذا الدستور الكفري ويوصون بالذهاب للإستفتاء عليه،
فهؤلاء يسارعون في الفتنة ويوقعون أتباعهم فيها وهم لا يشعرون، ألا ترى أن هؤلاء
يرفعون شعارات جاهلية مثل ( نعم للشرعية والشريعة ، نعم للدستور ) وغير ذلك من
شعارات الجاهلية والفتنة ! أي شرعية تريدونها ياقوم؟ إنها شرعية الشياطين وهي
الديمقراطية الوثنية والإنتخابات البدعية على الطريقة الغربية والأمريكية وهذا فيه
خلط الحق بالباطل على طريقة كلية الشريعة والقانون أي الحق والباطل والإيمان
والكفر الأكبر وهذا من عمل اليهود ومن سنن الجاهلية قال تعالى ((وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا
الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))البقرة.
ياقومنا إن
الإنتخابات والإستفتاءات من عمل المشركين أصحاب الجحيم ومن تشبه بقوم فهو منهم كما
أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فالواجب عليك أخي المؤمن بالله ورسله
الحذر من ذلك ولا تذهب إليهم حتى ولو كان لوضع صوتك ( إبطال صوتك) لأن هذا اعتراف
بالمبدأ نفسه وهو الإستفتاء لأنه من عمل المشركين، فلا يجوز أن يستفتى على الشرع
لوجوب الإيمان والعمل به فكيف تذهب للإستفتاء على الدستور الكفري فلا تذهب إلا
للإنكار عليهم باللسان وبيان باطلهم إن استطعت وإلا فلا فمبدأ الإنتخاب نفسه باطل
لأنه لا يفرق فيه بين المؤمن والكافر والعالم والجاهل والذكر والأنثى، وشيوخ السوء
والضلالة يلبسون على الناس دينهم ويخدعونهم ويزينون لهم أوضاع بدعية وكفرية من عمل
المشركين ويموهون على الناس ويخلطون الحق بالباطل فيفتن الناس بهم ويظنون أن هذا
هو دين الله فيصير التوحيد بعد ذلك غريبا وينقلب الحق عندهم باطل والباطل حقا وهذا
هو الذي يحدث الآن، صرنا نسمع أن من يقتل في ميادين الفتنة يكون شهيدا، وكذلك من
يقول قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، وفي الحقيقة كل ذلك من الفتن وليس لله
تعالى فلا هؤلاء ولا هؤلاء يقاتلون في سبيل الله أي لإعلاء كلمة الله وإنما يحتكمون
إلى الشرعية الديمقراطية الوثنية وهؤلاء ما بين مبتدع ضال ومشرك كافر فأما الضال
فهو تائه مريد للخير ولكن لم يصبه لأنه سلك غير طريق الرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة وهو التوحيد والسنة والجهاد على حسب الإستطاعة وهؤلاء يظنون أنهم سيقيمون
الدين بطريق الديمقراطية وهذا ضلال مبين ولا يكفر منهم إلا من زالت عنه الشبهة
وقامت عليه الحجة وهؤلاء من أمثال فرقة الإخوان ومدعي السنة والسلفية والجهاد
وكذلك من ينتسب للقطبية وغيرهم الذين وقعوا في فتنة الإنتخابات البدعية والسياسة
الشيطانية والديمقراطية الوثنية .
وأما الفريق
الآخر وهم العلمانيون والليبراليون وأمثالهم الذين يرون أن الديمقراطية هي الأنسب
والأصلح في هذا الزمان ولا يرون حكم الله أصلا ويسخرون منه فهؤلاء بعضهم أعظم كفرا
من بعض فهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وهؤلاء من أمثال رؤوس الأحزاب
العلمانية كالوطني والوفد والتجمع وأمثالها وكذلك البرادعي وحمدين صباحي وجمال
البنا وسعد الدين إبراهيم وأصحاب جريدة المصري اليوم أي الملحد اليوم لأنهم يريدون
مصرياَ لا دينيا ملحدا َ قاتلهم الله أنى يؤفكون، وأوصي إخواننا بالتوكل على الله
والإستعانة به والصبر والثبات على التوحيد والسنة واجتناب الفتن كلها والحذر منها
والسعيد من جنب الفتن وكثير من هذه الفتن المتعلقة بهذا الطريق أي طريق الإنتخابات
والسياسة والديمقراطية صارت الأن واضحة ومكشوفة للعالم والجاهل، والفتنة إذاأقبلت
لا يعرفها إلا العالم البصير صاحب البصر النافذ وإذا أدبرت عرفها كثير من الناس
حتى جاهلهم ولأن الناس يرون آثار هذه الفتنة وشرورها من التقاتل والتخاصم والتعالي
على الدنيا والعلو في الأرض وحب السلطة والرئاسة وتفرقهم وتباغضهم وقد كان أصحابها
يظنون أنهم سيطبقون الشريعة – زعموا – أو على الأقل التقليل من المفاسد وقد حدث
العكس من ذلك وزيادة عليه هوأن مدعي السلفية لبّسوا على الناس دينهم وظهر للناس
تناقضهم وكذبهم لأن هذا الطريق طريق الكذب والنفاق لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة
فلا دين ولا توحيد ولا سنة ولا أخلاق، فيا قومنا توبوا إلى الله عسى أن يتوب عليكم
وهو التواب الرحيم وقد نصحت – بحمد الله – هؤلاء من قبل وحذرتهم من هذه الفتنة في
كتاب بعنوان (تحذير المؤمنين من فتنة السياسيين والديمقراطيين الضالين والمشركين)
فلم يستجب أكثرهم
ومن
المبشرات – بحمد الله – أن بعض الناس ممن ابتلي بذلك هداه الله ووفقه وتجنب هذه
الفتنة وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
والله أسأل
أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كثيرا والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق